وإنْ أنكرتني الجغرافيا ، ستعرفني اللغة
"انشأوا جسرًا في لندن ، وصفوه الألمان بأنهُ صلب ومتين ، وقالت عنه الصحف الفرنسية أنّه شاعري وجميل .. وبين وصف الألمان الجاف والوصف الفرنسي اللطيف المناقض ، يقف الجسر الخرساني الإسمنتي بينهم !" في سنة من سنين طفولتي وفي وقت الظهيرة ، وأنا أشاهد لقطات لمسلسل كرتوني ، كان البطل على وشك إلغاء خططه مع أصحابه للخروج واللعب لأن السماء على وشك أن تمطر ، فكان هذا استغرابي الأول ! قبل أن يعبر البطل ومن معه عن خيبة أملهم وحزنهم لأن الأجواء غائمة ومعتمة جدًا مستخدمين كلمات مثل "مطر شديد ، غائم ، الشمس غائبة" كانت هذه صدمتي الثانية ، لأنني ومن تحت شمس نجد الحارقة وفي وسط نسائم حارة لا تملك من وصف النسيم شيئًا لم أجد أنسب من وقتهم للعب والخروج ، ولا أجمل من كلماتهم التي ارتبطت ارتباط كلّي بسعادة الإنسان على أرض شبه الجزيرة ، ولها بصمة واضحه في اللغة والشعر ، لأن الأجواء الغائمة والماطرة مدعاة للفرح والسعادة لا العكس . وبين خيبة أملهم ، ودهشتي .. تبدأ قصة جغرافيا اللغة . اللغة والبيئة : تأثير السهلِ والجبل : ليس سرًا أن للبيئة تأثير على اللغة ، وعلى محدودية استخدام المفردات وع...