إعلمي يا مريم، أن هذا ما تجهلينه .
تقف مريم في غرفة مغلقة، تلتفت عن يمينها وعن شمالها للهرب من منظر جدارها الكئيب المطلي باللونين الأسود والأبيض، لكن كل ما تراه مريم حولها في الغرفة هو فقط خليط من هذين اللونين . تجد مريم على طاولة مستديرة بالمنتصف مجلة فتفتحها لتقرأ مقالات وتشاهد صور باللونين نفسهم أيضًا، وتقرر من باب التغيير أن تشاهد تلفازها، لترى فيلمًا وثائقيًا عن غابات اندونيسيا المطرية المكسوة بلونين فقط يعرفهما القارئ ومريم ! عاشت مريم كل حياتها كلها في الغرفة منذ أن وُلدت، لاحقًا وفي مختبر صغير مُلحق بالغرفة سنحت الفرصة لمريم أن تتعلم كل شيءٍ عن بقيّة الألوان، مثل أطوالها الموجية وتردداتها وشدة إضاءتها أو عكسها للضوء .. كل شيء عن الألوان عرفته مريم ! وبعبارة أُخرى أكثر دقّة .. مريم هي أفضل شخص في هذا الكوكب يمكن أن يشرح لك عن الألوان كلها . وفي صبيحة يوم من الأيام قررت مريم أن تُغادر أخيرًا عالمها الصغير إلى عالمٍ أكبر، قررت أن تغادر الغرفة إلى الأبد لكن قبل أن تُغادر سبقتها وكتبت سطور هذه التدوينة .. وقررت أن أسأل : هل يُمكن لمريم أن تعرف حقًا الألوان؟ بلا سابق مصادفة ولا تجربة؟ وهل يمكن لها أن تحدد البرتقالي من...