المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٢

يبكي بسام كوسا، ويضحك آبيقور .

صورة
في الجزء الأول من الدراما السورية الشهيرة باب الحارة، وبعد أن سطى على بيت أبو ابراهيم وسرق ذهبه، اعترف الإيدعشري -بسام كوسا- بجريمته لزوجته التي تفاجئت، ولكن هربًا من تأنيب الضمير صرخ في وجهها الباكي:  "كلنا حرامية، الى متى بنشحذ" ولكن بلهجة سورية يصعب نقلها للتدوينة، ما فعله الإيدعشري كان محاولة لتبرير ما فعل، ولتبرير وشرعنة جريمته، على الأقل هذا ما فهمناه من السيناريو، لكن ماذا خلف ذلك؟  هل هذا يعني أن حس العدالة عند البريء والمجرم على حد سواء؟ وأن المعيار الأخلاقي دومًا ثابت؟ حتى لدى أعتى المجرمين والمعتدين؟ هل وهم يقترفون أفعالهم يعلمون أنهم تجاوزوا حدًا انسانيًا معيّنًا لا نراه لكنّه يعيش داخلنا، ولا نلمسه لكنّنا نشعر به ونسميه الضمير؟ وماذا عن موقف الشر من هذا كله؟ من أين يأتي؟ هذه تساؤلات سأستعين بإجابتي عليها ببسام كوسا، وآفلاطون، وآرسطو، ودوكنز وغيرهم . قبل كل شيء : من أين يأتي معيار الخير والشر : محاولة الإيدعشري تبرير فعله وجعله تصرفًا قانونيًا -رغم عدم الحاجة لذلك فهو لا يمتثل أمام محكمة وقضاة- هو دليل على أن المجرم عديم الضمير يمتلك حدًّا أدنى انسانيًا الفطرة الأ...