كيف ساعدنا حاتم الطائي أن نفهم كارل يونغ؟
القصص والملاحم الأسطورية التي نحكيها لبعضنا جيل تلوَ جيل، في أعماقها هي مجرد انعكاس لما في دواخل لاشعورنا، تصوير وتجسيد لخيالاتنا وأحلامنا ورغباتنا وأحيان حتى مخاوفنا، الفرق أننا نقوم بترميزها، وتقديمها بشكل مبطّن غير مباشر . انعكاس مباشر لرغبة مدفونة في العقل الباطن أو مخاوف اعتقدنا أن العقل تجاوزها، لكنها ظلت محفوظة هناك تنتظر ثغرة تنفذ منها لبقعة الضوء، للوعي، لمنطقة التفكير الواعي وهناك تتحول بدورها لشكل رمزي مبهم، لأنها حُفظت بهذا الشكل . خذ مثالًا على ذلك من الفلكلور الفارسي القديم، القديم جدًا، هناك قصة تسمى "سر قصر العدم" وتحكي عن مغامرة للأمير النبيل حاتم الطائي -ولا أعرف كيف وصل حاتم الطائي هناك- بعدما تلقى أوامر من ملكه أن يذهب للقصر الغامض ويكشف أسراره وخباياه .. يذهب حاتم رغم سماعه بالمصير المروع لكل من سبقه وحاول دخول القصر، وبعد وصوله يصادف رجلًا يحمل مرآة يستعملها كدليل، ما ان يدخل حاتم مع الرجل والمرآة حتى يُغمر المكان فجأة بالمياة وسط دوي الرعد وتلبد الغيوم ويختفي الدليل مع مرآته، ويسود الظلام المرّوع . وبعد صراع طويل ينجو حاتم بعد ترتيله للصلوات وبعد أن لم...