خطيئة الأدرينالين .
يتسمر أمام شاشة السينما أو شاشة التلفاز لساعتين ونصف، ينتظر مشهدًا مفزعًا يفجر صرخاته ويقشعر جسده كاملًا، ورغم الشعور العارم بعدم الأريحية والخوف والتوتر والقلق، الّا انه ما إن تمر موجة الخوف حتى ينتفض خياله راغبًا في المزيد .. في مشهد عجيب يطرح تساؤلات عدة: هل هذه حمّى الأدرينالين؟ وهل هو مظهر من مظاهر إدمانه؟ أم أنّها فكرة مازوخية دفينة تعكس رغبة الإنسان في تعذيب نفسه؟ وكيف يمكن لنا أن نفهم كيمياء أفلام الرعب، كيف أسس الإنسان لصناعة ضخمة من خلف كل مظاهر الرعب من أدب وروايات وأفلام، واحتفالات، وأزياء وأقنعة؟ المشاهدة من بعيد: تجربة بلا عواقب: كيمياء أفلام الرعب مميزة فعلًا، رغم أنها تعطينا مشاعر مزعجة وغير مريحة تقريبًا طوال مدة الفيلم، الّا أننا نفضلها دائمًا ولسبب جوهري بسيط، لأنها تعطينا تجربة مخيفة ومرعبة بكل تأثيراتها البصرية والسمعية بلا عواقب ومن غير أذى وضرر يلحق بنا، أو ثمن ندفعه، وبدون أن نتأذى نفسيًا في الغالب -خصوصًا للبالغين- لعلمنا بحدود التجربة . في فيلم The Conjuring مثال بديع، تنزل الأم التي تسكن مع بناتها الخمس في بيت قديم في طرف المدينة انتقلو...