ليلة القبض على الذوق الرفيع.
هذه السطور هي تطوير واسترسال لمقالة قديمة تناقش نفس الفكرة، عن المتع السامية والمتع البسيطة، لكن الجديد هو أن هذه المقالة ستكون مثل البيان الشيوعي لماركس وانجلز، ومثل "المانفستو" الذي كتبه ثيودور كازينسكي، ستكون أشبه بإعلان -سلمي وعلى استحياء- للثورة على الذوق الرفيع، على الحس الفني العالي، وعلى المتع بالغة الصيت، وإن فشلت ثورتنا.. فسوف نكسب شرف طرح الأسئلة! الخطيئتين: الملل وسوء الفهم: لابد وأن حدث في يوم ما أن تسمرت أمام لوحة ذات صيت رسمها فنان شهير، تتسائل في قرارة نفسك وخلف تعابير وجهك التي تمثل فيها أنك منبهر بما ترى، تتسائل عن معنى الرسمة وغايتها، وان حدث أن فهمتها وكان لك رصيد ثقافي وسعة فهم، فلابد أن تسأل نفسك: هل استمتعت؟ هل من المفترض أن أستمتع بهذا العمل؟ وماذا يعني أن تفهم، لكن لا متعة ولا هم يحزنون؟ وان كنت تعيش في مدينة ليس للفن حضور فيها، فلابد أن مرت عليك أغاني للست، أو لطلال مداح أو عبدالحليم، وغيرهم من جبابرة الشجن العربي، لكنّك أيضًا -والمُلام هنا نفسك الشريرة- قد مللت من أغانيهم، وطورت حسًّا لأغاني تصنف من الفن الهابط، الفن الذي قد دمر الأغنية العربية وج...